ـ1ـ
.. وَكُلَّما ضاقَ بِعَيْني الْمَجالْ
وَناءَ اللِّسانُ بِما لا يُقالْ
يَشُدُّني شَوقٌ لأَرضٍ بَعيدَه
تَتوقُ لِعَطفٍ وَهَمْسِ ابْتِهالْ
لأرضٍ تَئِنُّ.. وَتَشْقى وَحيدَه
وَفَوقَ الشِّفاهِ يَعيشُ السُّؤالْ:
"لِماذا الْحُروفُ ابْتِداءُ الجَريدَه
وقَتلُ البَرايا انْتِهاءُ الْمَقالْ؟"
ـ2ـ
غَريبٌ!.. وَخَلْفَ ارْتِحالي ارْتِحالْ
وَغَصَّةُ صَدرٍ، وَحُلْمٌ بِبالْ..
وَأُمٌّ تَحوكُ أُلوفَ الْحَكايا
عَساها تَنالُ الْبَعيدَ النَّوالْ
وَتِلكَ الحَبيبَةُ.. سِتُّ الصَّبايا
يُعَانِقُ قَدَّهَا طيبُ الدَّلالْ
فَكيفَ أُغَنِّي؟.. وَكُلُّ الْبَرايا
تَرُشُّ بِعيدِها زَهرَ الوَبالْ
فَكَيفَ أُغَنِّي؟.. وَبُومُ المَنايا
نَعيقُهُ شُؤْمٌ.. وَبَدءُ زَوالْ
وَأَرضي تَغوصُ بِبَحرِ الرَّزايا
وَشَعبي يَعُدُّ حُبوبَ الرِّمالْ؟
ـ3ـ
لِماذا أُغَنِّي؟.. وَصَوتُ الْعَواهِرْ
يَصُمُّ الْغِناءَ بِلَيلِ المَصائِرْ
وَما مِنْ حَبيبٍ عَلَى الْعَهدِ باقِ
بَقاءَ الضِّياءِ بِعَيْنِ المَنائِرْ
يَقولُ بِأَنِّي: رَسَمْتُ سِياقي
بِدَمْعِ الْيَتامَى وَحِقْدِ الأَظافِرْ
لِيَربَحَ شَعْبي بِيَومِ السِّباقِ
وَيَخْذُلَ شَيْطانَهُ وَالْمَقابِرْ
وَيُنْهي الزَّعامَةَ.. يُلْغِي الفَوارِقَ..
يَخْلُقَ فَوقَ الْمَساحاتِ.. ثائِرْ
**