يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

محمد مهدي الجواهري

مهرجان تكريم الشاعر محمد مهدي الجواهري 2017


ـ1ـ

جِئْناكِ يا بَغْدادُ فَانْتَصِبي

كُرْمَى لِشَعْبٍ طَيِّبٍ وأبِيْ

يَكفيهِ منْ وَيلاتِه زمنٌ

إنْ قُلتُهُ يَجْتاحُني غَضَبي

ـ2ـ

جِئْناكِ بعدَ الضَّيْمِ منْ سَفَرٍ

كيْ نَغْرُسَ الأشعارَ بِالكتُبِ

ألْجَوهَرُ الخلاّبُ يحمِلُهُ

إسْمٌ تباهى العمرَ بالنّسَبِ

ـ3ـ

لا لَمْ يَمُتْ ما زالَ يَصْحَبُنا

مثلَ اصطِحابِ الْماءِ للسُّحُبِ

أخْشى فلولَ الغَدْرِ تحْجُبُهُ

هَلْ يُحْجَبُ الإبْداعُ؟ واعَجَبي!

ـ4ـ

سَمِعْتُ صَوتاً خِلْتُهُ نَغَماً

فقلتُ: يا شَآمُ إنْطَربي

هذا أبي، من يَوْمِ ما سَمِعَتْ

أُذْنُ الليالي صَرْخَةَ الشُّهُبِ

ـ5ـ

"مَهْدِيْ"، وكان الربُّ يَحْفَظُهُ

رغْمَ الأذى مِنْ مُخْبِرٍ وَغَبي

يا أمَّةً يَقْتادُها وَثَنٌ

مِنْ رَحْمَةِ الديَّانِ إِقْتَرِبي

ـ6ـ

ما مِنْ شُعُوبٍ لَمْ تَذُقْ ألَماً

لكنَّها قامَتْ من اللّهَبِ

تاريخُها.. أَمْجادُهُ أدَبٌ

إلاّكَ يا تاريخَنا العرَبِي

ـ7ـ

شعبي.. وهل شعبي سوى غَنَمٍ

للذَّبْحِ، كالصّرصورِ مُرْتَعِبِ

إنْ أشْرَقَتْ شَمْسٌ على وَطَني

يَغتالُها الحُكّامُ بالكَذِبِ

ـ8ـ

لَوْ كانَ عِنْدي رِبْعُ مَقْدَرَةٍ

أَلْهَبْتُهُمْ بالنّارِ والْحَطَبِ

أنتَ العظيمُ يا "محمّدُ" هَلْ

أدُّق دقّاتٍ على الخشَبِ؟

ـ9ـ

لا لنْ أقيسَ قامَةً أَسَرَتْ

قلبي، وناختْ عندها قِبَبي

كنتَ البعيدَ عَنْ دِيارِكَ هلْ

تدري بأنّي حاملٌ تَعَبي؟

ـ10ـ

أنَّى اتجهتُ غربتي وجعٌ

يا حَبّذا لو جئتَ مُغْتَرَبي

ألْقابُنا.. يا ليتَها شُطبتْ

فالشعرُ ضاعَ اليومَ باللقبِ

ـ11ـ

أنتَ "الجواهِريُّ".. أنتَ هُنا

أغلى مِنَ الإلماسِ والذّهبِ

**