يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

يوسف جزراوي

حفل توقيع كتب الأب يوسف جزراوي


ـ1ـ

عَرَفتُه.. الصَّليبُ فوقَ صدرِه

وحرفُه الأشمُّ تحتَ أمره

فقلتُ يا مشاعري ترنّمي

فلحنُه مُدَوْزنٌ كَشعرِه

ـ2ـ

وسطرُه كأنّهُ طريقُنا

ونحنُ نمشي في خُطُوطِ سطرِه

تأوَّهَ العراقُ مِنْ غيابِه

فَخِلْتُهُ المُصابَ مثلَ طَيْرِه

ـ3ـ

زوارقٌ تغتالُ نصفَ شعبِهِ

واللصُّ يغفو في زوايا قصرِه

بغدادُ تجري في العيونِ دمعةً

لكنّها البركانُ عِنْد ذِكْرِه

ـ4ـ

أتى الحياةَ كاهناً وعالماً

وكاتباً.. مُباركاً في سيره

فإن حكى توقّفتْ عقاربٌ

وإن بكى.. فدمعُه بنثْرِه

ـ5ـ

يا مارَ ميلس صُنْتَهُ كيْ يرْتقي

مجدَ العلى مُرسْمَلاً بفكرِهِ

طوباكَ طوبى، من رئيسٍ منصفٍ

مرجُ الزُّهورِ يَنْتشي من عطره

ـ6ـ

يا مارَ ميلسْ لمْ تسلْ عنْ سُؤْدَدٍ

أصبحتَ رمزاً، فَخْرُنا من فخرِهِ

أنتَ العظيمُ رِفْعَةً لمّاعةً

يسوعُ قد أعطاكَ نورَ فجرِه

ـ7ـ

أَيوسُفٌ.. تدورُ في سمائه

نجومُنا، وبِئرُنا كبئره

ونحن لا نخونُه كإخوةٍ

فإسمُهُ يُضيءُ رغمَ قَهرِه

ـ8ـ

صلاتُه كقلبِه، كحبّه

كضحكةٍ تلوحُ فوقَ ثغرِه

يقالُ قد تكَفَّرتْ عقائدٌ

يا حَبّذا لو آمنوا بكُفْره

ـ9ـ

تخالُها كنائساً حُروفَهُ

عبيرُها يفوحُ مثلَ حِبْرِه

حتّى الشمُوعُ لا تنوصُ عندَهُ

حين اصطفتْ بغدادُ شمعَ دَيْرِهِ

ـ10ـ

أُحبُّه محبّةً لا تنحني

كوالدٍ.. أشُدّ أَزْرَ ظهره

لا لستُ أخشى الحاقدَ الثرثارَ إنْ

غطَّى الجمالَ باسْودادِ مَكْرِهِ

ـ11ـ

أخشى عليه من غرورٍ طائشٍ

أذلَّ كلَّ مَنْ رَمى في أسْرِه

من حقّه أن ينتشيْ معملقاً

لِكيْ يدُوسَ فوقَ أَنْفِ هجرِه

**