يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

بغداد

ـ1ـ

بَغْدادُ أنْتِ حَبيبتِي.. لا تَخْجَلي

منذُ الوُجُودِ، خُلِقْتِ يا بَغْدادُ لي

أحْبَبْتُ وَجْهَكِ.. وَالْغَرامُ حِكايَةٌ

مِثْلَ الدِّماءِ تَدَفَّقَتْ بِمَفاصِلي

ـ2ـ

لَوَّنْتُ بِالشَّفَقِ الْجَميل شَوارِعاً

خِلْتُ الشَّوارِعَ أمْسَكَتْ بِأنامِلي

كَمْ مِنْ قَصائدِ حُبِّنا غَنّى الْهَوَا

وَتَشامَخَتْ فَوْقَ الرُّبوعِ مَنازِلي

ـ3ـ

قَسَماً بِحُبِّكِ.. إنْ تَكَحَّلَ مَوْطِنٌ

إلا بِدَمْعِ الْعَيْنِ لَنْ تَتَكَحَّلي

لا لَسْتُ أَنْسى يَوْمَ جِئْتُكِ مُغْرَماً

وَتَراقَصَتْ قُرْبَ الفُراتِ جَداوِلي

ـ4ـ

وَتَهامَسَتْ أَمْواجُ دِجْلَةَ: ها أنا

ماءُ السَّعادَةِ.. غُبَّنِي بِتَمَهُّلِ

أَوْدَعْتُ فيكِ طُفولَةً يَحْلو لَها

أن تَسْتَبيحَ عَواطِفي وَتَأَمُّلي

ـ5ـ

إسْمِي على شَفَةِ الصباحِ كَتَبْتُهُ

إبْنُ العراقِ أنا.. أنا.. إنْ تَسْأَلِي

مَهْما ابْتَعَدْتُ.. لَنْ أُطيلَ تَشَرُّدي

فَتَأَلّقي، وَتَزَيّنِي، وتَدَلَّلِي

ـ6ـ

إِنِّي أُصَدِّقُ بَيْتَ شِعْرٍ رائِعِ:

"ما الْحُبُّ إلاّ لِلْحَبيبِ الأوَّلِ"

**