إلى الأختين كونستانس الباشا ومدلين ابو رجيلي
ـ1ـ
إِنْ يَأْتِ، يا أُخْتاهُ، يَوْمُ رَحِيلِنَا
عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتي هَنِئَتْ بِنَا
لا تَجْزَعِي، ما هَذِهِ الدُّنْيَا لَنَا
نَحْنُ السَّماءُ رُبُوعُنَا، مَرْجُ السَّنَا
ـ2ـ
قَدْ كُنْتِ "كَوْناً" فِي بِدَايَةِ لَفْظَةٍ
وَرَبِيعَ دَيْرٍ طَاهِرٍ، حُلْوِ الْجَنَى
"مَدْلينُ"، إِنْ فَارَقْتِها يَوماً، أَتَتْ
تَشْكُو الْفِرَاقَ، وَأَسْتَغِيثُ بِها أَنَا
ـ3ـ
"مَدْلينُ" أُخْتُكِ، أَوْ رَفِيقَةُ رِحْلَةٍ
هَلْ يُسْكِرُ الْعُصْفُورَ غَيْرُ الْمَيْجانَا؟
أَعْطَيْتِنِي فِي غُرْبَتِي قُدْسِيَّةً
فَغَزَلْتُ مِنْ قُدْسِيَّتِي أَحْلَى دُنَى
ـ4ـ
وَنَذَرْتُ نَفْسِي لِلْقَدَاسَةِ شَاعِراً
كُونِي وَسِيطِي يَوْمَ نَلْقَى رَبَّنَا
قَسَماً إِذَا هَزَّ الرَّحِيلُ شِرَاعَهُ
سَيُدَوِّنُ التَّارِيخُ: مَرُّوا مِنْ هُنَا!
**