يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

بيروت

ـ1ـ

بيروتُ يا بَيْروتُ.. لا تَتَرَدَّدِي

قولي: أحبُّكَ.. كَيْ يُعانِقَني غَدي

لَوْ تَعْلَمينَ كَمْ يُؤَرّقُني النَّوى

لَفَتَحْتِ حُضْنَكِ واخْتَزَلْتِ تَشَرُّدي

ـ2ـ

أَمْضَيْتُ عُمْرِي كالرياحِ مُشَرَّداً

لكنَّ وجْهَكِ كانَ دَوْماً مَقْصَدي

واعَدْتِنِي!.. ما زِلْتُ أَنْتَظِرُ اللِّقا

وَتَتُوقُ نَفْسِي لاحْتِضانِ الفَرْقَدِ

ـ3ـ

تَحْنُو إلى لَمْسِ النُّجومِ أناملي

هَلْ فِي الفَضاءِ يَكونُ أَوَّلُ مَوْعِدِ؟

منذُ احْتَرَفْتُ النُّطْقَ أنتِ قصيدتي

هَيَّا انْشُدي.. ما الشّعرُ إن لَمْ تُنشِدي؟

ـ4ـ

شَعَّتْ فُنُونُكِ كالشُّموسِ تَأَلُّقاً

هُمْ قَلّدوكي.. وأنتِ لَمْ تَتَقَلّدي

نامتْ حروفي واستفاقَتْ أَنْجُماً

يا دُرَّةَ الإبداعِ.. إِسْمُكِ سُؤدَدي

ـ5ـ

كلُّ الْمَدائِنِ ضيّعَتْ عِنْوانَها

إلاّكِ يا بيروتُ.. يا وَشْمَ الْيَدِ

الدّينُ عندَكِ رَحْمَةٌ ومَحَبَّةٌ

مَنْ ذا يلُومُ إذا اتَّخَذْتُكِ مَعْبَدي؟

ـ6ـ

سَجَدَتْ مدائنُ لِلطّغاةِ تَمَلُّقاً

إلاّ لربّ الكونِ.. لا لَمْ تَسْجُدي

أخْفَتْ تَواريخُ الشّعوبِ نُصوصَها

لَمّا رأتْ فيكِ احْتِفالَ تَمَجُّدي

ـ7ـ

إنّي أُحِبُّكِ.. منذُ أَشْرَقَ مَبْسَمي:

كُنْتِ الغرامَ وكانَ حُبُّكِ سيِّدي

**