يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

عبلى

ـ1ـ

عَبْلَى، عَبْلَى، حُبِّي الأَجْمَلْ

حُبِّي الأَسْمَى، الأَقْوَى، الأَكْمَلْ

بِالأَمْسِ عَشِقْتُ طَهَارَتَها

وَأَرَاها الْيَوْمَ غَدِي الأَفْضَلْ

ـ2ـ

هِيَ سَيِّدَةُ الْحُبِّ الْبَاقِي

أَنْسَتْنِي مَا الْحُبُّ الأَوَّلْ

تَرَكَتْنِي أَلْثُمُ جَبْهَتَها

وَدَمي يَتَأَوَّهُ كَالْمِرْجَلْ

ـ3ـ

وَأَغُوصُ أَغُوصُ بِعَيْنَيْها

وَالدَّمْعُ يُلَمْلِمُ ما بَلَّلْ

قَلْبِي يَتَوَسَّلُ أَنْ أَلْهُو

وَالْعَقْلُ يُنادِينِي: إِعْقَلْ

ـ4ـ

قَدْ أُلْهِبُ بِالأُنْثَى غَضَباً

وَأَخافُ بعَبْلَى أَنْ أَفْعَلْ

والسِّحْرُ يُدَجِّجُ جَفْنَيْهَا

وَأَنا مَهْزُومٌ أَوْ أَعْزَلْ

ـ5ـ

أَرَقُ الْعُشَّاقِ أُكابِدُهُ

وَأُعانِي مِنْ لَيْلٍ أَطْوَلْ

لا الْبَدْرُ يُضَاهِيها حُسْناً

وَالشَّمْسُ، أُؤَكِّدُ، قَدْ تَخْجَلْ

ـ6ـ

عَرَبِيَّةُ أَمْجادٍ غَبَرَتْ

وَالْغَابِرُ فَجْرُ الْمُسْتَقْبَلْ

في الإسْمِ تَرَى لَحْناً عَجَباً

عَزَفَتْهُ حُرُوفٌ لَمْ تُصْقَلْ

ـ7ـ

صَاغَتْهُ الضَّادُ بِرَوْنَقِها

لِيَكُونَ فريداً.. أَوْ مُنْزَلْ

عَفْواً.. لا إِسْمٌ يُعْجِبُنِي

إِلاَّ الإِسْمُ الرَّاقِي الأَمْثَلْ

ـ8ـ

عَبْلايَ يُجَمِّلُها لَفْظٌ

وَاللَّفْظُ يُرَدِّدُ ما جَمَّلْ

قَدْ يَرْحَلُ طَيْرٌ عَنْ عُشٍّ

لكِنَّ طُيُوري لَنْ تَرْحَلْ

ـ9ـ

فَالْجِسْمُ يُمَوِّنُنِي قَمْحاً

وَرِياشُ جَناحِي تُسْتَأْصَلْ

أَشْعَلْتُ شُمُوعي إِكْراماً

لِلصَّدْرِ، وَلِلْقَدِّ الأَمْيَلْ

ـ10ـ

شَفَتَاها مَعْبَدُ آلِهَةٍ

وَفَمِي يَتَخَشَّعُ إِنْ قَبَّلْ

وَالرِّيقُ دِنانٌ مِنْ خَمْرٍ

وَأَنا مُشْتاقٌ كَيْ أَثْمَلْ

ـ11ـ

وَالفُلُّ يُلَوِّنُ مَبْسَمَها

وَالْوَرْدُ بِخَدَّيْها يَعْمَلْ

وَالْعُنْقُ تُشِعُّ سَبائِكُهُ

وَالشَّعْرُ يُحَيِّكُ كَالْمِغْزَل

ـ12ـ

خِيطانُهُ قُدَّتْ مِنْ لَيْلٍ

لا لَيْلٌ كَالشَّعْرِ الأَلْيَلْ

وَالْبَشْرَةُ مَعْمَلُ أَنْسِجَةٍ

أَغْلاها التَّفْتَا والْمُخْمَلْ

ـ13ـ

وَأَنا ناطورٌ لا يَغْفُو

كَيْ يَحْرُسَ إِنْتَاجَ الْمَعْمَلْ

**