يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

لبنان يا بغداد

مقطع من قصيدة "أرض العراق أتيتك" التي القيتها في المربد الشغري الثامن في العراق عام 1987


ـ1ـ

لُبنانُ، يا بَغْدادُ، كَمْ سَنَةٍ

يَقْتاتُ مِنْ أَكْبادِهِ الأَلَمُ

هَلْ يَنْتَهي الإنسانُ في وَطَنٍ

كانَتْ تُناغي أَرْضَهُ الْقِيَمُ

ـ2ـ

أَعْداؤهُ الأَوغادُ هَمُّهُمُ

أَن يُسكِرَ المُسْتَنقعاتِ دَمُ

أَوصافُهُمْ، إن شِئْتِ، أَكْتُبُها

كَيْ تَعْلَمي كَمْ يَخْجَلُ الْقَلَمُ

ـ3ـ

لُبنانُ، يا بَغْدادُ، مَعْبَدُنا

فيه ارْتَدَتْ أَرْواحَنا الْكِلَمُ

وَالْيَومَ.. تَدعو اللّهَ أَلْسِنَةٌ

يَغْفو عَلَى أَحْناكِها الصَّنَمُ

،4،

قَدْ قَسَّمَتْ أَوْطانَنا ضِيَعاً

وَالشَّعْبُ يَدْري كَيْفَ يَنْتَقِمُ

لُبنانُ، يا بَغدادُ، أُغْنِيَةٌ

تاهَتْ، فَتاهَ اللَّحْنُ والنَّغَمُ

ـ5ـ

كُلُّ الْجِبالِ الْعالِياتِ هَوَتْ

حينَ احْتَوانا بِكَفِّهِ الْعَدَمُ

حَتَّى اخْضِرارُ الأَرْضِ لَيْسَ سِوى

صَحْراءَ تَخْبو تَحْتَها الْحِمَمُ

ـ6ـ

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ

تَفْعيلَةٌ تَرديدُها سَأَمُ

تَجْتَرُّنا الأَوزانُ حادِيَةً

وَالشَّعْبُ في أَبْدانِهِ السَّقَمُ

ـ7ـ

مَنْ ذا يَقيسُ الشِّعْرَ في زَمَنٍ

يَرْتابُ مِنْ أَلْوانِهِ الْعَلَمُ

أَقدارُنا تَنهالُ ضارِيَةً

إَن لَم نُقاوِمْ لَفَّنا النَّدَمُ

ـ8ـ

قَد تَجْرُفُ الأحقادُ أُمَّتَنا

قَد تُمَّحى مِنْ طَيْشِنا الْحِكَمُ

قَد نَنْزَوي وَالْكَونُ يَرْذُلُنا

قَد تَرْتَوي مِن دَمْعِنا الدِّيَمُ

ـ9ـ

لكِنَّنا.. وَالْحَقُّ في يَدِنا

نَبْقى، لِتَبْقى بَعدَنا الأُمَمُ

**