يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني ألقى معظمها في مناسبات الجالية اللبنانية في أستراليا

نجمة الشعر

ـ1ـ

مَجْدُ أَمْسِي.. هَلْ سَيَنْسَاهُ غَدِي؟!

لَيْسَ يَنْسى الْهَجْرُ ما أَعْطَتْ يدي

لَيْتَنِي كُنْتُ نُجُوماً فِي الْفَضا

يَتَباهَى بِشُعاعي بَلَدِي

ـ2ـ

نَجْمَةُ الشِّعْرِ إِذَا ضَيَّعْتَها

قَدْ تُلاقيها بِحُضْنِ الْفَرْقَدِ

لَيْتَنِي كُنْتُ حَريراً ناعماً

كَيْ أَغيظَنَّ غُرورَ الْمِبْرَدِ

ـ3ـ

فِي رُبَى لُبْنانَ رَوَّضْتُ الْمَدَى

بَعْدَما خَطَّتْ ثُلُوجِي مَوْرِدِي

وَبِظِلِّ الأَرْزِ عانَقْتُ الْهَنا

وَتَرَكْتُ الصَّخْرَ يَبْنِي مَقْعَدِي

ـ4ـ

يَتَدَلَّى الْخَيْرُ مِنْ عِرْزالِنا

وَيَؤُمُّ الطَّيْرُ أبْهَى مَعْبَدِ

حِكَمٌ لا تَنْتَهِي عَايَشْتُها

إِيهِ ما أغنى لِسانَ الْوالِدِ:

ـ5ـ

إِنْ تَعِشْ دُنْياكَ لَمْ تَنْعَمْ بِها

شَتَمَتْ مَلْقاكَ طُولَ الأَبَدِ

قِيل فِي النَّارِ انْصهارٌ دائِمٌ

لَيْتَ هذا في الصَّقيعِ الْبارِدِ

ـ6ـ

كُلُّ شِعْرٍ لا يُوَعِّي عصرَهُ

صارَ جَمْراً فِي زَوايا الْمَوْقِدِ

قَدْ يُشِعُّ الْحَرْفُ فِي زَنْزانَةٍ

تُصْبِحُ الْقَصْرَ لِفِكْرٍ خالِدِ

ـ7ـ

مَنْ يُصَلِّي خَائِفاً مِنْ رَبِّهِ

لَيْسَ أَتْقَى مِنْ مُحِبٍّ مُلْحِدِ

مُعْطَياتُ الْحُبِّ نَصْرٌ مُفْرِحٌ

أَيُّ ذُلٍّ في فُؤادِ الْحاقِدِ؟

ـ8ـ

حاسِدِي.. لَنْ يَقْتَنِي مَجْدَ الْعُلَى

أَرذل الأعمار عمر الحاسدِ

لن يُقالَ الهرُّ أَضْحَى أسداً

وَلَوِ اخْتالَ بِجِلْدِ الأَسَدِ

ـ9ـ

كَمْ شَريفٍ خِلْتَهُ أُمْثُولَةً

كانَ ذِئباً خَلْفَ بابٍ مُوصَدِ

جَسَدُ الأُنْثَى إِذَا عَرَّيْتَهُ

لَنْ تَرَى فِيهِ جَمالَ الْجَسَدِ

ـ10ـ

وَطَنِي.. لَنْ أَشْتَكي طُولَ الضَّنَى

رَغْمَ بُعْدِي، لَمْ أَزَلْ فِي مَرْقَدِي

قَدْ حَمَلْتُ الأَرْضَ فِي شِعْرِي وَفِي

بُؤبُؤ الْعَيْنِ الْغَرِيبِ الْمُجْهَدِ

ـ11ـ

غُرْبَتِي.. نَارُ اشْتِياقٍ مُؤلِمٍ

وَرُجُوعِي.. بَوْحُ أَحْلَى مَوْعِدِ

**